الشيخ: الحمد الله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. اللهم لك الحمد والشكر؛ كما ينبغي لجلال وجهك، وعظيم سلطانك. أيها الإخوة الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد: فبعد شكر الله تبارك وتعالى، أشكركم جميعاً أيها الإخوة! في هذا الموقع المبارك، وفي غيره من المواقع الأخرى، وأيضاً الإخوة الذين بعثوا بأسئلتهم أو ملاحظاتهم أو آرائهم، وكذلك الإخوة المستمعون والمشاركون جميعاً في هذا اللقاء الذي نرجو أن يجعله الله تبارك وتعالى موفقاً ومباركاً. ثم إنني أقول: إن أحد الدلائل التي تبعث على الأمل والتفاؤل -وأنا ولله الحمد دائماً من دعاة الأمل والتفاؤل، ولي على ذلك براهين سيأتي الحديث عنها إن شاء الله تبارك وتعالى ضمن هذا اللقاء- هو ما ورد في كثير من الأسئلة -وهي كثيرة جداً- من العمق والأصالة، ومن قوة النقد والملاحظة, وطرح الحلول، وبعث الأمل؛ فقد ورد فيها الشيء الكثير الذي يجعلنا نحمد الله تبارك وتعالى، ونستبشر بخير لهذه الأمة، ولهذه الصحوة على هذه المواقف الواعية والمتزنة والمتميزة. كما قلت: إن الأسئلة كثيرة، وهي في الحقيقة أسئلة جيدة؛ نسأل الله التوفيق في الإجابة عليها. السؤال: أين دور العلماء المصلحين في هذا الوقت بالذات؟ وهل الانكفاء على البحث والكتابة يغني عن الظهور في الساحة؟ الجواب: السؤال مهم جداً, والإجابة عليه لا تخص واحداً بعينه؛ بل هي تشملنا جميعاً؛ فلا شك أنه يجب أن يكون للعلماء وللدعاة ولطلاب العلم -بل وللأمة كلها- الدور البارز في مواجهة هذه الأحداث، وفي التعامل معها. لكن لا أتفق مع الأخ بأن هناك انكفاء على البحث والكتابة كما تفضل؛ لأن في الواقع ليس هناك تعارض، فالحل قد يكون بالكتابة, فنحن نحتاج إلى البحث، ونحتاج إلى الكتابة، ونحتاج إلى الخطابة، ونحتاج إلى كل وسيلة ممكنة. فالمعركة طويلة ومستمرة، وتحتاج إلى كل الطاقات, فتحتاج إلى العلماء المصلحين, وتحتاج أيضاً إلى تفعيل الطاقات التي لنا عليها بعض الملاحظات, أو لا تكون بالدرجة المطلوبة؛ لأن المعركة أعم وأشمل من أن تقتصر على فرد أو على طائفة أو على فئة من الأمة.